تعيين الدكتور مُعز دُرَيد مديرًا إقليميًا لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية
التاريخ:
القاهرة، 1 أكتوبر/ تشرين الأول 2025 – يسر هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن تُعلن عن تعيين الدكتور مُعز دُرَيد (مصر) مديرًا إقليميًا لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية، وذلك اعتبارًا من الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2025، وذلك بعد أن شغل منصب المدير الإقليمي بالإنابة منذ الأول من يوليو/ تموز 2024.
وفي سياق مهامه الإقليمية، سيضطلع الدكتور معز دُرَيد كذلك بمسؤوليات تمثيل هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدى جامعة الدول العربية، ومنظمة المرأة العربية، ومنظمة تنمية المرأة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي.
يتمتع الدكتور معز دُرَيد بخبرةٍ قيادية تمتدّ لأكثر من ثلاثين عامًا في منظومة الأمم المتحدة ومؤسسات التنمية الدولية، حيث أسهم خلالها في قيادة وتنفيذ برامج تنموية كبرى على المستويين الإقليمي والدولي.
انضم إلى صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (اليونيفيم) عام 2006 نائبًا للمدير التنفيذي لشؤون العمليات والعلاقات الخارجية، قبل أن يتولى لاحقًا مناصب قيادية بارزة في هيئة الأمم المتحدة للمرأة منذ تأسيسها عام 2011، من بينها مدير إدارة التنسيق، ثم مدير إدارة الإدارة والعمليات بمقر الهيئة الرئيس في نيويورك.
اضطلع الدكتور معز كذلك بعددٍ من المهام القيادية البارزة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، حيث شغل منصب المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم للبرنامج في كل من دولة الكويت وجمهورية جزر المالديف، كما تولى مناصب استشارية وقيادية في مقر البرنامج بنيويورك ومكتبه الإقليمي في بيروت. وسبق له أن عمل مع البنك الدولي ووزارة الخارجية المصرية، فضلًا عن بنك الائتمان والتجارة في القاهرة، مما أكسبه خبرةً واسعة تجمع بين الدبلوماسية والتنمية والتمويل الدولي.
يحمل الدكتور معز دُرَيد سجلًّا أكاديميًا مرموقًا، إذ نال درجة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية من الجامعة اللبنانية، ودرجة الماجستير في الإدارة العامة مع تخصص في اقتصاديات التنمية من كلية كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد، إلى جانب درجة البكالوريوس في الاقتصاد مع مرتبة الشرف من الجامعة الأمريكية في القاهرة.
على امتداد مسيرته المهنية، أولى الدكتور معز دُرَيد اهتمامًا راسخًا بدعم الدول المتأثّرة بالأزمات والنزاعات، وساهم في جهود التعافي وإعادة الإعمار في مراحل ما بعد النزاع. وتغطي خبرته الميدانية والإدارية مناطق واسعة من العالم، من سوريا واليمن وليبيا والعراق إلى إثيوبيا وجنوب السودان والصومال وموزمبيق، حيث عمل على تعزيز قدرات المؤسسات الوطنية وتمكين المجتمعات من تجاوز آثار الصراعات وبناء مستقبلٍ أكثر استقرارًا وإنصافًا.
وبمناسبة تعيينه، صرح الدكتور معز دُرَيد قائلًا:
«إنه لشرفٌ كبير أن أتولى مهامي مديرًا إقليميًا لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية في هذه المرحلة المفصلية التي تمرّ بها منطقتنا. أتطلع إلى العمل مع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني ونساء المنطقة من أجل تعزيز حقوق المرأة وتعزيز مشاركتها وتمكينها في مختلف أنحاء الإقليم.»
وأضاف مشددًا على ما يمثله التعاون من ركيزة أساسية لتحقيق الأثر المنشود:
«يتجسد أثر هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية بفضل الشراكات الراسخة التي تربطها بالحكومات والمنظمات الإقليمية والمجموعات النسائية الرائدة. ومن خلال هذا التعاون البناء، نستطيع معًا أن نُحدث تقدّمًا شاملًا ومستدامًا يُسهم في إحداث تحوّلٍ حقيقي نحو مستقبلٍ أكثر إنصافًا وازدهارًا.»
وقال الدكتور معز دُرَيد، متأملًا في التحوّلات الراهنة على المستويين الدولي والإقليمي:
«مع تبقي خمس سنوات فقط على الموعد المقرَّر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفي الذكرى الثلاثين لإعلان ومنهاج عمل بيجين الذي أرسى معالم التمكين الشامل للمرأة، يجد العالم نفسه أمام مفترق طرقٍ حاسم. فإما أن نختار المضي قدمًا في حماية حقوق المرأة وتعزيز مكتسباتها، وإما أن نسمح لقوى الفقر والنزاعات وتداعيات تغير المناخ وردات الفعل المعادية للمرأة أن تقوض المكاسب التي تحققت بشق الأنفس على مدى عقودٍ من العمل الدؤوب.»
وفي الوقت نفسه، نوه الدكتور معز إلى بوادر مشجعة تبعث على الأمل:
«تبرز في العالم العربي مؤشراتٌ واعدة تدل على أن التقدم ليس حلمًا بعيد المنال. فعدد متزايد من الفتيات يُكملن تعليمهن، ونساء أكثر ينخرطن في سوق العمل ويشغلن مواقع صنع القرار، فيما تمضي دولٌ عدّة في اعتماد تشريعاتٍ تتصدى للعنف الأسري وتُسهم في الحد من انتشاره. إنها شواهد حية تُؤكّد أن التغيير ممكنٌ حين تتوافر الإرادة والالتزام.»
واستشرافًا للمستقبل، أكد الدكتور مُعز على الحاجة الماسة لدعم النساء والفتيات في المنطقة العربية:
«تواجه النساء والفتيات في المنطقة العربية بعضًا من أكثر التحديات تعقيدًا في العالم، بدءًا من النزاعات والنزوح وصولًا إلى الإقصاء الاقتصادي والعوائق التي تحول دون مشاركتهن. ومع ذلك، فهن يُثبتن كل يومٍ قدرةً استثنائية على الصمود وقيادة التغيير. تبقى مسؤوليتُنا أن نُصغي إلى أصواتهن، ونحمي حقوقهن، ونفتح أمامهن آفاقًا أرحب للفرص والمساواة والكرامة.
وفي إضاءةٍ على تجربته الشخصية، أوضح الدكتور مُعز:
«حين أتولى هذا المنصب، أفعل ذلك لا بصفتي مسؤولًا أمميًا فحسب، بل كابنٍ لهذه المنطقة، مؤمنٍ بقضيّة المرأة ومدافعٍ عن حقّها الأصيل في المساواة والمشاركة الكاملة في المجتمع. لقد نشأت على قيمٍ استمددتها من جدّتي تُماضر صبري، إحدى الرائدات في الحركة النسائية المصرية وأوائل المناضلات في ثورة عام 1919. وعندما أستحضر إرثها وإرث رفيقاتها، يغمرني شعورٌ عميق بالمسؤولية لأواصل ما بدأنه، وأن أمضي برؤيتهن قدمًا خدمةً لنساء وفتيات منطقتنا العربية اليوم.»
تتطلّع هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى استمرار الدكتور معز دُرَيد في أداء دوره القيادي الريادي لدفع مسيرة تمكين النساء والفتيات قُدمًا في أرجاء المنطقة العربية، وتعزيز مشاركتهن الفاعلة في التنمية والسلام والمجتمع.