على لسان نضال عبد الغني: "لقد مر وقت طويل منذ أن شعرت بهذه السعادة، أخيراً سأحصل على عمل!"

التاريخ:

نضال عبد الغني تتحدث إلى موظفة من مؤسسة تجديد العراق. الصورة: مؤسسة تجديد العراق

نضال عبد الغني، وهي احدى المستفيدات من برنامج النقد مقابل العمل الذي تنفذه مؤسسة تجديد العراق للتنمية الاقتصادي (تجديد) بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في إطار البرنامج الإقليمي "تعزيز قدرة النساء والفتيات السوريات والمجتمعات المضيفة في العراق والأردن وتركيا" بتمويل من الصندوق الاستئماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية (صندوق مدد).

 منذ عام 2018، استفادت 196 امرأة في العراق من فرص النقد مقابل العمل حيث يهدف برنامج "مدد" إلى تمكين المرأة لتكون أكثر اعتمادًا على نفسها وأكثر قدرةً على مواجهة صعوبات حياة النزوح.

"كنت أعيش حياة هادئة وسعيدة مع زوجي الذي كان يعمل في أجهزة الأمن العراقية وكان في نظري أفضل زوج في الدنيا. كان لدينا أبناء صالحون يعملون في الشرطة أيضاً وكنا نعيش في منزل جميل ولكن كل هذا انتهى لدى وصول تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) إلى الموصل في عام 2014.

أرادوا تدميرنا وأرادوا قتلنا لجعل الناس يرهبون منهم إلى الأبد.

في أحد الأيام، اقتحموا منزلنا وأخذوا زوجي وأولادي بعيداً عني حيث بالنسبة لهم كان أفراد أسرتي "كافرين" ومنذ ذلك اليوم، لم أعد أعلم إن كانوا أحياء أم أمواتا.

اضطررنا إلى ترك كل شيء خلفنا والبحث عن الأمان في حي آخر وتحملنا قسوة الحرب وفقدنا مصدر رزقنا وبقي معي ابن واحد وهو معاق وبحاجة إلى رعاية دائمة وبقيت معي أيضًا زوجات أولادي المفقودين وأحفادي الذين لم يعد لهم معيل وكانوا جميعًا يعيشون معي دون أن أتمكن من توفير أي شيء لهم.

بفضل الأشخاص الخيرة، سُمح لنا بالعيش في منزل مهجور تابع لإحدى العائلات التي غادرت المدينة ولكن لم يتغير الوضع كثيرًا لأنه لم يكن بحوزتي نقود لعلاج ابني أو شراء الطعام.

في أحد الأيام، سمعت من أحد الجيران عن مركز نسائي تديره مؤسسة "تجديد" فتوجهت إلى المركز على الفور حيث استقبلني القائمون والقائمات عليه واستمعوا إلى بتعاطف كبير وأخبروني بأن المركز سيجد لي وظيفة في أسرع وقت ممكن.

وبعد سبعة أيام، جاءوا إلى منزلي لتسجيل معلومات بشأن عائلتي وأخبروني أنهم وجدوا عملاً لي كعاملة نظافة في مستشفى محلي وكان قد مضى وقت طويل منذ أن شعرت بهذه السعادة فأخيرًا سأحصل على عمل وسأكون قادرة على شراء الطعام لعائلتي.

بعد الأسبوع الأول من العمل، تحسنت أحوالنا كثيرًا وتمكنت من شراء الدواء لابني والذهاب للتسوق لأحفادي الذين لم يتناولوا طعامًا جيداً منذ وقت طويل.

وعادت ابتساماتهم إلى وجوههم وعلى الرغم مما مررنا به، فإن الحصول على دخل قد حل العديد من مشاكلنا وأتمنى أن أستمر في العمل لتبقى البسمة على وجوه أسرتي".