بيان المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة

وضع أجندة النساء والسلام والأمن مع مراعاة وجود عدد أكبر من النساء في الرتب

التاريخ:

تلعب النساء في جميع أنحاء العالم أدوارًا فعالة في قطاع السلم والأمن والمفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار وإيجاد مناطق مدنية آمنة وتسريح المقاتلين وايصال المساعدات الإنسانية محليًا ووضع خطط للحماية للمجتمعات المحلية ومع ذلك فإننا عندما نسمع قصص عن الحرب، فإن النساء والفتيات لا يلعبن فيها دور البطولة في حين أنهن الأبطال اللائي نحتاجهن للعمل جنباً إلى جنب مع الرجال على قدم المساواة في قوات الأمن وعلى مائدة التفاوض والحفاظ على السلام في المجتمعات المحلية لنخلق مستقبلًا أكثر سلماً ويتسم بروح المساواة للجميع.

 صرحت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، فومزيلي ملامبو-نكوكا، قائلة: "لقد قابلت العديد من حفظة السلام الفعالات والملتزمات واللائي شاركن قصصهن وكذلك استراتيجياتهن لتجنيد المزيد من النساء مثلهن في قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام".

بإمكان حفظة السلام النساء أن يساهمن في معالجة القضايا الشائكة مثل المساعدة في قابلية وصول قوات حفظ السلام إلى المرأة في المجتمع والتفاعل مع النساء في المجتمعات الممنوع فيها التحدث إلى الرجال وتلبية الاحتياجات المخصصة للمحاربات السابقات عندما يتم إعادة إدماجهن في الحياة المدنية من جديد، وتميل المجتمعات المحلية إلى قبول مهام حفظ السلام التي تشمل النساء بشكل أفضل فيمكن أن يساعد وجودهن في الحد من النزاع والمواجهة ومن شأنه أيضًا أن يقلل من حالات الاستغلال والاعتداء الجنسي وأن يشجع الإبلاغ عن أي سوء معاملة يحدث؛ نظرًا لأن غالبًا ما يُنظر إلى حفظة السلام من النساء على أنهن أقل تهديدًا والوصول إليهن أكثر سهولة من نظرائهن من الذكور، كما أن النساء اللائي يرتدين الزي العسكري من شأنهن أن يمثلن قدوة قوية للنساء والفتيات في الأماكن التي تحتاج فيها العديد من قوات الشرطة والجيش إلى المزيد من المجندات.

 وعلى الرغم من ذلك، تشهد أعداد النساء المجندات ارتفاعًا طفيفًا للغاية، ففي وقتنا الحالي، تمثل النساء 4.4% فحسب من إجمالي قوات حفظ السلام العسكرية الموزعة، أما قوات الشرطة فتمثل النساء 14% منها وهذا يخبرنا بأننا نضيع فرصة ثمينة للمشاركة المجدية للمرأة في عمليات صنع السلام وإننا لعاقدي العزم أن نعمل جنبًا إلى جنب مع الشركاء لتغيير المؤسسات الأمنية، ظاهريًا وجوهريًا، وللتخلص من الصور النمطية عمن ينتمي هناك.

ولا تزال تقدم هيئة الأمم المتحدة للمرأة برنامج تدريبي مدته أسبوعين، قد بدأته في عام 2015، والذي ينشد إلى المساعدة في تحضير الضابطات النساء لتوزيعهن كضابطات أركان عسكرية ومراقبات لقوات حفظ السلام ويمول هذا البرنامج حكومات عدة وهي حكومات هولندا والنرويج واستراليا واليابان وفنلندا حيث قد تدرب إلى الآن في هذا البرنامج أكثر من 400 امرأة من كل أنحاء العالم مما أسهم وبشكل مباشر في الإعلاء من أدوار المرأة المتزايدة في السلم والأمن، وفي الإطار نفسه، أطلقت حديثا مبادرة السي للمرأة في عمليات السلام، والتي تعد صندوقًا استئماني متعدد الشركاء، بغية دعم وتشجيع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة لزيادة عدد النساء المدرجات في قوات الشرطة والخدمة العسكرية في عمليات حفظ السلام المنتشرة في عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة.

وقالت فومزيلي أنه:"كان من دواعي سروري أن أقوم هذا الشهر، بمدينة أبو ظبي، بتهنئة الدفعة الأولى التي تخرجن من برنامج التدريب العسكري للنساء العربيات حيث قمنا بتوفير الدعم لهذا البرنامج الجديد بالشراكة مع وزارة الدفاع والإتحاد النسائي العام في الإمارات العربية المتحدة وجمع هذا البرنامج 134 امرأة عربية من سبع دول مختلفة هي البحرين ومصر والأردن والسعودية والسودان والإمارات العربية المتحدة واليمن لمدة ثلاثة أشهر يتلقين فيها التدريب العسكري الأساسي ويتبع تلك الفترة أسبوعان يتلقين فيهما التدريب على حفظ السلام." وأضافت: "قد غادرن المكان وهن يمتلكن المهارات الأساسية في حفظ السلام وحل النزاعات، وكونن شبكات أقران، وكلنا أمل أن تتبع الدول الأخرى هذا التقدم".

كل تلك الجهود المذكرة أنفًا توضح لنا مقدار ما يمكن تحقيقه ما إذا اتبعنا طرق جديدة للنظر إلى المشاكل والإرادة السياسية القوية والشراكات الاستراتيجية.

وهذا العام، في اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة، وبمناسبة مرور 70 عامًا على برنامج الأمم المتحدة لحفظ السلام، وما يقرب من 20 عامًا على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1325 و25 عامًا من إعلان ومنهاج عمل بيجين، نحتفي اليوم بالذين خدموا بشجاعة في هذه الرتب وكأن هذه المناسبات السنوية تتحدانا لتشكيل جدول أعمال المرأة والسلم والأمن بالتزامات وأولويات جديدة ومدركين الخطوات التي لا يزال من الضروري أن تُتخذ لضمان المزيد من الفرص المتكافئة للمرأة في قطاع السلم والأمن ومن خلال الإسراع في اتخاذ الشراكات والعمل، سنخلق مستقبل أفضل للنساء والفتيات والمجتمعات بأكملها.