صوت إذاعي يدعو الرجال إلى المساواة بين الجنسين

التاريخ:

يروي يوسف نصار قصته حول المساواة بين الجنسين خلال مناسبة مجتمعية. الصورة مهداة من: ملتقى شارك للشباب PCCSharek.

تنشر موجات الإذاعة وخشبات المسرح حاليا رسائل المساواة بين الجنسين في جميع أنحاء فلسطين. وفي الضفة الغربية تتعاون منظمات الأفق وملتقى سواعد شباب الغد ومجموعة شباب فينا الخير مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة لتعزيز المساواة بين الجنسين.وبالتنسيق مع الجهود التي يبذلها فريق من الرجال الفلسطينيين ( نماذج قدوة إيجابية)) بما فيهم يوسف نصار، وهو ممثل ومذيع إذاعي في برنامج حواري مسائي، ينشر الأفكار التقدمية التي تتحدى الادوار التقليدية للنوع الاجتماعي التي تُقيد المجتمع الفلسطيني وتتجذر في واقعه.

وكنموذج يُحتذى به لرجل يتحدى الصور النمطية لأدوار النوع الاجتماعي، فإن يوسف يشارك أفكاره وخبراته والوعي الذي اكتسبه من خلال مشاركته في مشروع تدعمه هيئة الأمم المتحدة للمرأة. في برنامجه الإذاعي "مشوار"، يشرح يوسف مشاركته الخاصة في أعمال الطبخ وغيرها من الأعمال المنزلية التي يقوم بها وكيف يساعد أطفاله في واجباتهم المدرسية.كما أنه يدعو المواطنين الفلسطينيين - من الضفة الغربية إلى صحراء النقب إلى غزة - في برنامجه الحواري الإذاعي على الهواء لمناقشة المعايير الخاصة بالنوع الاجتماعي وعمل الرجال والنساء وذلك من أجل توفير منتدى عام يُمكن فيه مناقشة مثل تلك الموضوعات.

يقول يوسف "أنا مؤمن بقوة بالاعتراف بالحقوق الواجبة للمرأة وفي المساواة بين الرجل والمرأة".

بسبب دوره المؤثر عبر الإذاعة وكممثل وبفضل أفكاره التقدمية حول المساواة بين الجنسين، رشح ملتقى سواعد شباب الغد يوسف ليكون جزءًا من برنامجه لمكافحة الصور النمطية الضارة للنوع الاجتماعي.

"في الإذاعة، كنت أتحدث في كثير من الأحيان عن رأيي حول الحاجة إلى المساواة بين الرجل والمرأة [في مجتمعنا]. وتحدث ملتقى سواعد شباب الغد معي وقال لي: "من الواضح أنك تؤمن بهذه القضية. فلتأتي لتعمل معنا حتى نتمكن من نشر هذه الرسائل".

وقد أسهم الدعم والتدريب الذي قدمه ملتقى سواعد شباب الغد في رفع مستوى نشاط يوسف إلى مستوى أعلى. وأضاف يوسف "شجعني ذلك كثيرا.فقد اعتدت الخوف من التحدث بشكل مباشر عن قضية المساواة بين الجنسين، ولكن مع وجود 13 شخصًا آخر [من منتدى سواعد شباب الغد] خلفي وبفضل المعرفة الهائلة التي قدموها عن حقوق المرأة والمساواة، أصبحت أكثر جرأة،وأصبحت أحاديثي أكثر تنظيما".

لم يكتسب يوسف فقط المعرفة حول المساواة بين الجنسين وزادت ثقته في مجال الدعم والمناصرة، بل حارب أيضًا للحفاظ على التزام الرجال بالتدريب وذلك لإيمانه بالقيمة المضافة التي اكتسبها والتي ستساهم في زيادة الوعي بالنسبة لهم.

فيما يتعلق ببرنامج مشوار، فإن وصف يوسف المتكرر لمشاركتة مسؤوليات العمل المنزلي مع زوجته - والذي غالباً ما يُنظر إليه بشكل خاطئ على أنه عمل نسائي - قد جلب عليه بعض الانتقادات.

إلا أن البرنامج فتح أيضاً المجال لحوارات غير متوقعة.

"كنت أتحدث عبر الإذاعة قائلا إنني ساعدت زوجتي في غسل الصحون.

وكان الرجال يتصلون [بالبرنامج] قائلين إن ما أقوم به حرام وعيب".

قال يوسف إنه بدأ يتحدى علانية المتصلين به على الهواء لإعطائه أسباب واضحة لماذا اعتقدوا أن تقاسم العمل المنزلي مع زوجاتهم يعتبر أمر مخجل.

في البداية، كان الرجال خجولين.

[لكن بعد أن تحدثت عن تجاربي الخاصة]، بدأوا يقولون "نعم، نحن نقوم بالأعمال المنزلية أيضًا، فنحن نطبخ"، مما يدل على وجود رجال في المجتمع الفلسطيني انحرفوا بهدوء عن الأدوار المحددة للنوع الاجتماعي ولكن ربما كانوا قلقين جدًا على سمعتهم إذا تحدثوا عن الموضوع هذا الموضوع علانية".

واصل يوسف موقفه المتفرد كمثال على التغيير الإيجابي من خلال تبادل قناعاته الشخصية بشأن المساواة بين الجنسين والأعمال المنزلية وتربية الأطفال وما تعلمه بصفته مشارك نشط في حملة المساواة بين الجنسين وذلك من خلال العروض الشخصية التي كان يقدمها في جميع أنحاء الضفة الغربية.

يقول يوسف في هذا الصدد "ساعدتنا هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تقديم قصصنا الشخصية إلى الجمهور بطريقة مباشرة أكثر.

لقد نظموا مناقشات لنا في جامعة بيت لحم وجامعة القدس وجامعة النجاح في نابلس وغرفة التجارة في طول كرم".

وأضاف أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالتعاون مع المنظمات المحلية كملتقى شارك للشباب وقادر لتنمية المجتمع، وفرت فرص التدريب على سرد القصص، ليوسف وغيره من الرجال ليستفيدوا منها في عروضهم.

فمن خلال كونهم جزءًا من فريق من الشخصيات النموذجية الأخرى وتبادل خبراتهم في قاعات الاجتماعات والجامعات في جميع أنحاء فلسطين، فإن رسالتهم تصل إلى الجماهير في العديد من المدن.

ومن خلال الجمع بين أصواتهم وإظهار تجاربهم المتشابهة، فإنهم يضفون الشرعية على رسالتهم.

ولا يكتفي يوسف بقاعات الإذاعة والمحاضرات فقط ليدعو لأفكاره حول المساواة بين الجنسين وأدوارهما. فمنظمة التراث الثقافي المحلي التي أسسها، والتي أطلق عليها اسم أبناء كنعان، تضم فرقة مسرحية صغيرة تعمل في جميع أنحاء الضفة الغربية.

وفي هذا الإطار أشار يوسف إلى أنه منذ انضمامه إلى ملتقى سواعد شباب الغد، قدمت فرقته المسرحية، عرضين في بلدته الدورة وكذلك قدمت عرض آخر في مدينة طول كرم. وركزت الدراما التي قدموها مباشرة على أدوار النوع الاجتماعي غير المتكافئة في المجتمع والمشاكل التي تسببت فيها.

وقال يوسف إن فرقته تحاول في مسرحياتها التأكيد على الفوائد التي تعود على المجتمع بأكمله عندما يقوم الرجل بمشاركة الزوجات والأخوات والبنات العمل على قدم المساواة وبأدوار متساوية.

فمن خلال التحدث عن أضرار الأدوار الاجتماعية التقليدية المبنية على النوع الاجتماعي في مقابل الأدوار الأكثر تقدمية في برنامج إذاعي شعبي – وهي وسيلة اتصال أساسية في المناقشات العامة في فلسطين- برزت رسالة يوسف التقدمية حول الأدوار الاجتماعية المبنية على النوع الاجتماعي بشكل هائل. وبسبب دوره الصريح ودعمه لمشاركة الرجل في الواجبات المنزلية، بدأت آراء أطفاله حول أدوار النوع الاجتماعي في المنزل تتغير.