تمكين النساء والفتيات لإنهاء العنف ضد المرأة في وسط المغرب

التاريخ:

أميمة العلياني، لاعبة كرة قدم شابة تدعمها جمعية خلود. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة / يونس المؤمن.

تعمل مجموعة صغيرة من النساء والرجال في اليوسفية، وهي منطقة في وسط المغرب، بجهد لوضع حد للعنف ضد المرأة والقيم الاجتماعية السلبية المتعلقة بالنوع الاجتماعي التي تلحق الضرر بالنساء والفتيات.

حنان سطور من مواليد اليوسفية، ومؤسسة مشاركة لجمعية خلود للتنمية والتعليم والاتصال "جمعية خلود"، والتي تعمل بالتعاون مع برنامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة “رجال ونساء من أجل المساواة بين الجنسين”. تسعى حنان جاهدة لكسر الحواجز بين الجنسين التي تجسدها أعمال العنف والعدوان التي ترتكب ضد النساء والفتيات والتي تعيقهن عن إعمال حقهن في التعليم.

ذكرت حنان أن جمعية خلود تعمل على معالجة العنف ضد المرأة على وجه التحديد من خلال مركز الاستشارات والإحالة في اليوسفية حيث يتم تمويل المركز من قبل وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية وتدعم الناجيات من العنف الأسري.

وقالت حنان "تأتي الكثير من النساء من القرى المحيطة باليوسفية إلى مركزنا بسبب تعرضهن للعنف من أزواجهن، وعادة ما يبدأ هذا العنف بسبب الضعف الاقتصادي أو تعاطي المخدرات ولكن أيضًا، في بعض الأحيان، تتعرض المرأة للعنف من أقاربها عندما تذهب إلى منزل زوجها في بعض القرى".

وسردت قصة واحدة من ضحايا العنف الأسري الأخيرة، "لقد ضربها زوجها حتى عندما كانت حاملًا، لذلك غادرت إلى منزل والديها وأنجبت هناك، لكنها كانت فقيرة جدًا بحيث لا تستطيع إطعام الطفل، وكان عليها العودة لزوجها للحصول على الدعم المالي وفي النهاية، شجعها شقيقها على المغادرة وقدمها لنا".

تقدم جمعية خلود خدمات للنساء اللائي تعرضن للعنف. “نحن نعمل بالشراكة مع طبيبة نفسية ومحامية في الوقت نفسه، حيث تستشير الطبيبة النفسية النساء المصابات بصدمات نفسية وتقدم المحامية استشارة قانونية للنساء اللواتي يتطلعن إلى إحضار المعتدين عليهن إلى المحكمة ".

“اما فيما يتعلق بالقضية التي ذكرتها أعلاه” أضافت حنان قائلة "لقد أحالناها إلى المحكمة، التي أمرت زوجها بدفع إعالة الطفل لها” وساعدتها أيضًا الطبيبة النفسية في جمعية خلود في استعادة قوتها النفسية والعاطفية واستذكرت حديث السيدة لها أنها لو أنهت دراستها وعثرت على وظيفة، لكانت مستقلة ولم تتعرض لعنف زوجها.

أكدت حنان على أهمية التعليم للحفاظ على تمكين المرأة وسلامتها وأشارت إلى الجهود التي تبذلها جمعية خلود لمكافحة الأمية بين النساء والفتيات في المنطقة، وقالت: "غالبًا ما تكون النساء اللائي يدخلن مكتبنا ويعانين من العنف في المنزل أميات ولا يعرفن حقوقهن القانونية، لذلك، نحن نقدم المشورة القانونية المجانية ونعقد منتديات في قرى حول اليوسفية لإبلاغ النساء بحقوقهن القانونية".

لا تتحدى جمعية خلود العنف الأسري في المجتمع فحسب، بل إنها تتصدى أيضًا لقواعد النوع الاجتماعي في الرياضة وخاصة كرة القدم التي تحظى بشعبية كبيرة في المغرب ولتعزيز مشاركة النساء والفتيات في الألعاب الرياضية كجزء من نمط حياة صحية وتعزيز ثقتهن بأنفسهن، تقدم جمعية خلود بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة تدريبًا لنادي نجمة اليوسفية لكرة القدم النسائية.

وأضافت حنان "لقد اخترت مساعدة الفتيات على المشاركة في كرة القدم لأن الأولاد فقط هم الذين لعبوا كرة القدم في منطقتنا". "في الجمعية، كانت الفتيات اللاتي يرغبن في لعب كرة القدم يتدفقن إلينا، لذلك قررنا مساعدتهن من أجل تغيير هذا المفهوم الخاطئ بأن الأولاد فقط هم الذين يمكنهم اللعب".

تدير جمعية خلود أيضًا روضة أطفال تضم حوالي 50 طفلًا من عائلات لم تكن قادرة على تحمل تكاليف التعليم وتتراوح أعمار معظم الطلاب بين ثلاث وست سنوات ومعظمهم من الفتيات.

"تهدف مدرستنا إلى توفير فرصة للتعليم الأساسية للفتيات المعرضات لخطر الأمية. وأضافت حنان "لقد تم تعليمهم كيفية القراءة والكتابة ثم يطورون هذه المهارات بشكل أكبر".

من المهم جدًا أن تجمع جمعية خلود الرجال والنساء معًا للعمل من أجل المساواة بين الجنسين وأعطىت حنان مثالاً لرجل من المنطقة حيث كان يقاوم حق زوجته في الوصول إلى أطفالهما ولكن بعد تدخل الوساطة من قبل جمعية خلود، أصبح الرجل داعمًا لعملها وهو يحضر الآن جميع اجتماعات الجمعية العامة ودورات التوعية المتعلقة بالنوع الاجتماعي ويمثل التزامه الجديد مثالاً آخر على كيف يمكن للتعليم أن يكون هو مفتاح التصدي للعنف ضد المرأة.