على لسان إيفان بحري: " لقد ساعدني العمل على كسر حاجز الخوف"

التاريخ:

إيفان في منزلها تتحدث إلى أخصائية اجتماعية من مؤسسة تجديد عن عملها. الصورة: مؤسسة تجديد

تبلغ ايفان بحري 27 عامًا، وهي كردية الأصل وتعيش في الموصل مع أسرتها المكونة من عشرة أفراد. تعاني أسرتها من ظروف صعبة بسبب قلة الدخل.

يكافح والدها العامل في مجال البناء لتوفير إحتياجات أسرته ورغم صعوبة عمله الشاق، فلقد صمم والد إيفان على أن يكمل أفراد أسرته تعليمهم.

"تعيش عائلتي بحسب الدخل اليومي الذي يكسبه والدي من الأعمال الشاقة جدًا. هذا المال القليل نعيش به أنا وسبعة افراد بالإضافة إلى أبي وأمي اللذان صمما على أن نتابع تعليمنا لنعينهم بعد إكمال الدراسة" تقول إيفان.

 "ولكنه قد كبر بالسن وأصبح نادرًا ما يعمل أو يجد عملاً. فلا أحد يرغب بتشغيل رجل كبير بالسن في أعمال البناء. أما أخي الأكبر مني سنًا، والذي اضطر أن يعمل خلال دراسته لكسب العيش، لم يستطع إكمال عمله بسبب مرضه، حيث أنه يعاني من قرحة في المعدة وضعف في القلب وعجز كلوي " أضافت إيفان.

بسبب هذا الوضع، قررت إيفان في أحد الأيام ترك دراستها بكلية الآداب في جامعة الموصل. "عندما علم زملائي في الجامعة بقراري، رفضوا تركي للدراسة وقاموا بمساعدتي ماديًا ورغم تقديري لدعمهن، إلا أن ذلك أثر على حالتي النفسية."

بعد طول عناء، تخرجت إيفان هذا العام من قسم اللغة العربية لتبدأ رحلة شاقة أخرى في البحث عن عمل. وصلت قصتها إلى فريق مؤسسة تجديد عراق والذي قرر التواصل معها ومساعدتها بعد مناشدات من بعض زملائها. تعمل "تجديد" بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة لتعزيز صمود اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة في إطار البرنامج الإقليمي "تقوية صمود النساء والفتيات السوريات والمجتمعات المضيفة في العراق" الممول من قبل الصندوق الإستئماني الأوروبي للإستجابة للأزمة السورية " صندوق مدد".

توجه فريق من الأخصائيين الإجتماعيين من "تجديد" لمقابلة إيفان في منزلها لمعرفة المزيد عن حالتها ثم قاموا بتسجيلها في برنامج النقد مقابل العمل لمساعدتها في العثور على وظيفة مدفوعة الأجر.

ويقوم برنامج النقد مقابل العمل بتوفير وظائف للمستفيدات لمدة شهرين وبدفع رواتب لهن خلال هذه المدة، بهدف إعطائهن الخبرة والثقة المطلوبة للإستمرار في عملهن أو التمكن من الحصول على عمل مع مشغل آخر.

إيفان واحدة من 257 سيدة وفتاة إستفدن من برنامج النقد مقابل العمل من خلال مؤسسة تجديد منذ إطلاقه العام الماضي. في حالة إيفان، تمكنت "تجديد" من إيجاد وظيفة لها كموظفة موارد بشرية في مستشفى الموصل في آب/ أغسطس 2019.

"لم أصدق إني فعلًا أعمل وأرى بذرة وخلاصة سنين الدراسة في العمل. بعد إنقضاء الأسبوع الأول وإستلامي أجري لأول مرة، كانت سعادتي لا توصف" قالت إيفان.

" تحسن وضع أسرتي منذ بدأت العمل، حيث ساعدني العمل للعيش دون الحاجة إلى مساعدة من أحد ودون أخذ صدقة من الناس. لقد إستعدتُ ثقتي بنفسي وأصبحت أعتمد على نفس في تلبية الكثير من متطلبات الحياة." قالت إيفان. "أشعر الآن بأن لدي القوة والقدرة فقد ساعدني العمل على كسر حاجز الخوف."