كانت ساجدة بحاجة الآخرين، أما اليوم باتت تمد يد العون لهم

التاريخ:

ساجدة تخيط الملابس في معهد المرأة القيادية. الصورة: نغم فاق / معهد القيادات النسائية

تبلغ ساجدة من العمر 52 عامًا وهي من الفلوجة في محافظة الأنبار التي تقع على بعد حوالي 70 كم غرب بغداد، وهي متزوجة ولديها ستة أبناء وبنات يعيشون جميعًا بعيدًا عنها.

كانت أمور ساجدة تسير على ما يرام الى أن تم تشخيصها بالتهاب السحايا قبل عامين حيث أجبرها مرضها على البقاء في السرير لعدة أشهر، مما تسبب في عدة مضاعفات، بما في ذلك فقدان جزئي للذاكرة وبعد خضوعها للعلاج، بدأت في التعافي وتمكنت من التحرك مجددًا.

الا أنها بدأت تعاني من الاكتئاب الذي فاقمه عيشها بمفردها مع زوجها المسن بعيدًا عن أطفالها. عندما سمعت ساجدة عن الدعم النفسي والإجتماعي الذي يقدمه معهد المرأة القيادية في "مساحته الآمنة" في الفلوجة، زارت المركز لطلب يد العون.

يوفر المعهد الحماية والدعم النفسي والإجتماعي والقانوني للنساء المستضعفات، بما في ذلك الناجيات من العنف في مساحتين آمنتين في الأنبار وكركوك. بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة والاتحاد الأوروبي في إطار برنامجها الإقليمي "تعزيز صمود النساء والفتيات السوريات والمجتمعات المضيفة في العراق والأردن وتركيا"، قدم المعهد الدعم لـ 160 امرأة في العراق ويتم تمويل هذا البرنامج الإقليمي من خلال الصندوق الإستئماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للإستجابة للأزمة السورية (صندوق مدد).

في المساحة الآمنة، استفادت ساجدة من الخدمات المصممة لمساعدة النساء المستضعفات، بما في ذلك الدعم النفسي والإجتماعي وأنشطة التمكين الاقتصادي. بعد بعض الجلسات النفسية والإجتماعية التي مكنت ساجدة من التحدث بحرية عن معاناتها والتفكير في الطرق الممكنة لتغيير حياتها، بدأت تشعر بتحسن.

خلال الجلسات، أعربت ساجدة أيضًا عن رغبتها في مساعدة النساء الأخريات في الإستفادة من الخدمات التي توفرها المساحة الآمنة. كونها تتمتع بمهارات الخياطة، بدأت تساعد النساء اللائي حصلن على منح صغيرة من معهد المرأة القيادية على بدء مشاريع الخياطة الخاصة بهن وتوليد الدخل الازم لإعالة أنفسهن وأسرهن.

يتم تقديم هذه المنح إلى النساء المستضعفات لمساعدتهن على كسب العيش وتحقيق الاكتفاء الذاتي حيث تشمل المنح تكاليف بدء المشاريع ويرافقها التدريب والتوجيه للمستفيدات.

وبفضل مهاراتها في الخياطة، تمكنت ساجدة من التحول من امرأة بحاجة إلى المساعدة إلى مدربة خياطة تمد يد العون لمساعدة نساء أخريات.

"أشعر بسعادة عندما أكون في المساحة الآمنة"، قالت ساجدة "إنها بمثابة بيتي الثاني، حيث أشعر أنني مفيدة للنساء الأخريات وأني أقضي وقتًا طويلاً في القيام بأشياء مفيدة."