إحياء حلم هيو في العودة إلي المدرسة
التاريخ:
في عام 2014، كانت هيو بركات في الرابعة عشرة من عمرها وتعيش بسلام مع أسرتها في مدينة سنجار، شمال غرب العراق وكان حلمها أن تصبح طبيبة. "كنت سعيدةً جدًا لأني كنت سأذهب مع أصدقائي إلى المدرسة الثانوية وكنت أشعر بأنني أقترب من تحقيق حلمي" قالت هيو.
لكن حلمها انتهى فجأةً عندما استيقظت هيو يومًا على أصوات إطلاق النار معلنةً وصول مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). عندما استولى مقاتلو داعش على مدينة سنجار في أغسطس 2014، ذكرت التقارير أن آلاف الرجال اليزيديين قد ذُبحوا وأن العديد من النساء تعرضن للاستعباد، ما أدى إلى نزوح سكان المدينة بشكل جماعي.
تمكنت هيو وعائلتها من الفرار من المدينة. بالنسبة للشابة، كان من الصعب أن تفهم قتل الأبرياء دون سبب. "لقد قتلوا شرطي أمام أعيني ... أزهقوا روحه دون الشعور بأي ذنب، كنت خائفة ولم أفهم ما كان يحدث من حولي، أتذكر صوت والدي ينادينا للفرار إلى جبل سنجار القريب." تروي هيو.
"في طريقنا إلى جبل سنجار، رأيت رجالاً مسلحين بدوا مخيفين". كانت الظروف المعيشية على الجبل صعبة للغاية، اذ لم يكن لدى الأسر المشردة الطعام أو المأوى وهناك مجدداً، شهدت هيو موت شخص آخر. هذه المرة، كانت امرأة عجوز لم تستطع التغلب على الظروف القاسية التي تعيش فيها ونقص الغذاء والماء. "على ذلك الجبل، شعرت أن الحياة انتهت عندما فقدت مدينتي ومدرستي وكتبي." قالت هيو.
غير أن المنطقة الواقعة على الجبل التي لجأت إليها هيو وعائلتها ما لبثت أن تعرضت للهجوم من قبل داعش، فاضطروا إلى الفرار مجدداً. لحسن الحظ، تم نقلها هي وعائلتها إلى جانب النازحين الآخرين بواسطة طائرات هليكوبتر تابعة للجيش إلى محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق ومن ثم، تم نقلهم إلى ملجأ في قرية سيجي بالقرب من مدينة دهوك. على الرغم من العيش في مبنى غير مكتمل هناك، شعرت هيو أن الحياة بدأت تبتسم لها مجدداً، خاصة مع تحسن صحة والدتها.
ومع ذلك، كانت لا تزال غير قادرة على العودة إلى المدرسة. كونها الابنة الكبرى (18 عامًا) ، كانت بحاجة للعمل ومساعدة أسرتها. علاوة على ذلك، كانت المدرسة بعيدة جدًا عن سكن أسرتها.
شعرت هيو بأن الحظ حالفها عندما اختارتها جمعية نساء بغداد في سيجي للاستفادة من برنامج النقد مقابل العمل حيث تعمل الجمعية بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في اطار البرنامج الإقليمي "تعزيز قدرة النساء والفتيات السوريات والمجتمعات المضيفة في العراق والأردن وتركيا" الممول من قبل من الصندوق الاستئماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية (صندوق مدد). هيو واحدة من 120 امرأة في العراق استفدن من المشورة والتدريب وفرص العمل لمساعدتهن في إعالة أنفسهن وأسرهن.
خلال برنامج النقد مقابل العمل، كونت هيو أيضًا العديد من الصدقات. "لقد كان انضمامي الى البرنامج مفيدًا من الناحية النفسية لأنني تعرفت على فتيات أخريات يقمن بنفس التدريب، والآن نساعد بعضنا البعض" قالت هيو.
بعد العديد من الدورات في الجمعية، بدأت هيو بالعمل كدهانة حيث يسمح لها راتبها الآن بدفع تكاليف علاج والدتها وشراء الملابس الجديدة وفوق كل شيء، يسمح لها توفير المال للعودة إلى المدرسة واستئناف حلمها في أن تصبح طبيبة.
."أنا اليوم أقرب إلى تحقيق حلمي بأن أصبح طبيبة وأقدم المساعدة الإنسانية لمن يحتاج إليها"