الرجال المصريون يدافعون عن المساواة بين الجنسين في المنازل والشوارع

التاريخ:

تدريب "التنمية من خلال الفن" بالمسرح التفاعلي الذي عقد مع الرجال والنساء في مدينة القليوبية، مصر. صورة: من هيئة كير الدولية في مصر.

تواجه مصر عدم مساواة عميقة بين الجنسين، ويتضمن ذلك التحرش والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ففي داخل خمس من محافظات مصر، يعمل البرنامج الإقليمي “رجال ونساء من أجل المساواة بين الجنسين” التابع للمكتب الإقليمي لهيئة للأمم المتحدة للمرأة، بالشراكة مع هيئة كير الدولية وسيدا، مع المجتمعات المحلية والسلطات المحلية لمعالجة المواقف التي تؤدي إلى العنف ضد المرأة بجميع أشكاله.

تحدثت مريم عزت ناثان، المشرفة الميدانية الأولى في هيئة كير الدولية في مصر، إلى هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن الأنشطة المنفذة على أرض الواقع في إطار البرنامج لمعالجة قضايا مثل تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية والتحرش.

"بدأنا العمل مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في نهاية عام 2015، لإجراء بناء القدرات لـ 15 منظمة مجتمعية حيث تعمل المنظمات المحلية التي اخترناها في محافظات القاهرة والإسكندرية والقليوبية وسوهاج وأسيوط "بدءًا من شمال القاهرة الحضرية إلى الجنوب الريفي النائي”. كان الهدف من هذا التدريب هو دعم قدرة هذه المنظمات الخمس عشرة على تعزيز العلاقات الإيجابية بين الرجل والمرأة في المجتمعات التي توجد فيها منظمات مجتمعية على سبيل المثال، كانت هذه المنظمات تعقد في وقت لاحق مناقشات المجتمع مع التركيز على معالجة مسألة العنف ضد المرأة.

من خلال 12 جلسة تدريبية و4 مناقشات حول ورشة العمل، قالت مريم أن، “الميسرون قاموا بتفصيل التأثير الأوسع للعنف ضد المرأة، وخاصة في المنزل” وشرحت قائله “خلال التدريبات التي قمنا بها مع الرجال والنساء، أتضح لهم الآثار السلبية للعنف المنزلي ضد النساء وعلى من حولهم، أي أطفالهم". يمكن أن تشمل هذه الآثار السلبية ليس فقط الأذى الجسدي ولكن أيضًا الضرر النفسي، مثل التأثير على ثقة المرأة في نفسها، وخلق شعور غير صحي بالاعتماد على الزوج، ومشاعر الإحباط والاكتئاب، والإذلال وفقدان الشعور بالمبادرة واتخاذ القرارات المستقلة وعلى المستوى الاجتماعي، يمكن أن تشمل الآثار عزل المرأة عن الأسرة والأصدقاء، وتفكك وحدة الأسرة، والأطفال الذين يتركون التعليم أو يعرضون إلى السلوك العدواني.

"في أسيوط وسوهاج، في جنوب مصر، نعمل على إشراك الجدات، لأنهن من يشجعن الزواج المبكر في كثير من الأحيان فنحن نقنعهم أن الفتيات يجب أن يدرسن، وإن هذا حقهن ونوضح لهم تأثير العنف على الفتيات الذي من المرجح أن يواجهوه في حالة الزواج المبكر".

التحرش في الشوارع هو شكل آخر من أشكال العنف ضد المرأة، وهو أمر شائع للغاية يقوم الائتلاف بتجنيد الرجال لمحاربته. 

وأشارت مريم إلى أن دمج الرجال في معالجة المساواة بين الجنسين هو أمر بالغ الأهمية حيث من ضمن مجموعة من الرجال الذين يستهدفهم الائتلاف هم سائقو التوك توك، وهو نوع من المركبات ذات العجلات الثلاث المستخدمة كسيارات الأجرة (التاكسي).

"هناك صورة نمطية عن سائقو التوك توك بإعتبارهم سارقين ويبيعون المخدرات ونحن نعمل معهم لتبديد هذه الصورة، ونطلب منهم في الوقت نفسه الدفاع عن النساء اللائي يتعرضن للمضايقة إذ شاهد هذا الموقف خلال أوقات عملهم، ليس فقط كسبب أخلاقي ولكن أيضًا لأن مكافحة المضايقة ستجلب لهم دخلًا أفضل في نهاية اليوم. " إذا كنت تضايق النساء، فبالطبع لن ترغب النساء في الركوب معك".

أضافت مريم أنه بالإضافة إلى الحجج الاقتصادية، "نحن نقود [الدوافع] خلال عملية زيادة الوعي بأكملها ثم ندمج الرجال في أنشطتنا، أي العلاج عن طريق الفن مثل الأغاني والمنحوتات والمسرح، حيث نعمل معهم للتعبير عن أفكارهم عن الحواجز الشخصية لأنفسهم ولغيرهم، والمساواة بين الجنسين، والعنف المنزلي”.

لاحظت مريم بكل فخر أن أحد السائقين الذكور في التوك توك الذين تدربوا من خلال الائتلاف في القليوبية، واسمه حمزة، أجرى دراسة غير رسمية لطريق التوك توك، وحدد المواقع الدقيقة التي لاحظ فيها معظم المضايقات ضد المرأة وحساب متوسط لعدد حوادث التحرش في كل بقعة في اليوم الواحد ثم قام بتنظيم مجموعات من خمسة إلى ستة رجال توجهوا إلى كل موقع من مواقع المضايقات العالية الحدوث وتحدثوا مع سائقي التوك توك في هذا المجال، واشتركوا في نفس مناقشات التوعية ضد المضايقات التي عرضها الائتلاف له وقاموا بتسجيل ملاحظات السائقين لتحديد مدى تقدمهم وتوثيق المواقف المتغيرة. انضم معظم السائقين إلى الجهود وتم نمو المجموعة الآن إلى عضوية عشرات من المدافعين عن نشر الرسائل ضد التحرش.