دار الإفتاء المصرية وإنهاء الممارسات الضارة ضد المرأة

التاريخ:

هبة صلاح، إحدى المتحدثين الرسميين باسم دار الإفتاء. صورة: مركز التواصل الإعلامي، دار الإفتاء المصرية

 

بالإضافة إلى عملها في مجال السياسات مع الحكومات، تدعم هيئة الأمم المتحدة للمرأة جهود المجتمع المدني لتطوير وتنفيذ حملات التوعية بشأن مجموعة متكاملة من القضايا المتعلقة بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، بما في ذلك زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث) حيث تهدف هذه الأنشطة إلى تعزيز المشاركة الإيجابية للرجال والفتيان كدعاة للمساواة بين الجنسين.

كجزء من هذا النهج الشامل، عقد المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية يومي 12 و13 تشرين الثاني/ نوفمبر، اجتماعًا تشاوريًا حول زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية مع المؤسسات الدينية، بما في ذلك دار الإفتاء المصرية والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية وممثلين من الشباب ووكالات الأمم المتحدة من مصر وليبيا والمغرب وتونس.

خلال هذه المشاورة، تبادلت المجموعة المشاركة الممارسات الجيدة والدروس المستفادة بشأن أكثر الطرق فعالية لمعالجة هذه الممارسات الضارة، وأعدوا قائمة بالتوصيات التي قُدمت فيما بعد إلى المنتدى الرفيع المستوى للاتحاد الأفريقي مع القادة التقليديين والمؤسسات الثقافية بشأن القضاء على تزويج الأطفال وختان الإناث والممارسات الضارة الأخرى في أفريقيا التي وقعت في شباط/ فبراير 2019. https://au.int/en/newsevents/20190209/high-level-dialogue-african-union-theme-year-2019

 

تضمنت التوصيات المقدمة من أصحاب المصلحة في منطقة الدول العربية أن على السلطات المسؤولة مراجعة وتعديل وإنفاذ القوانين واللوائح المتعلقة بتزويج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية من أجل ضمان الحماية الفعالة للنساء والأطفال. كما أصرت التوصيات على الحاجة إلى إقامة حوارات ومشاورات مكثفة مع القيادات التقليديين والثقافيين والدينيين، فضلاً عن المؤسسات الدينية واللجان الوزارية على المستويين الرسمي والمجتمعي للتوصل إلى أرضية مشتركة بشأن النهج المتبعة في القضاء على هذه الممارسات وإلى التعاون مع الزعماء الدينيين وتشجيعهم على التحدث علنًا ضد زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية عن طريق الإشارة صراحة إلى أن هذه الممارسات ليس لها أي أساس ديني.

"إننا نتطلع إلى الحكومات لتنفيذ هذه التوصيات بالتعاون مع المؤسسات الدينية والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والشباب ووكالات الأمم المتحدة، في سياق خطة عام 2030 ومن خلال نهج قائم على حقوق الإنسان" جاء ذلك وفقًا لما قالته السيدة رشا أبو العزم، منسقة برنامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة الخاص “برجال ونساء من أجل المساواة بين الجنسين” وأضافت أن "دار الإفتاء هي مؤسسة دينية دورها أساسي في هذا الجهد في المنطقة وخارجها".

كررت هبة صلاح، احدى المتحدثين الرسميين في دار الإفتاء في مصر ومشاركة في المشاورة، موقف دار الإفتاء بشأن زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث وقالت إن كلتا العمليتين، على الرغم من انتشارهما على نطاق واسع في المنطقة، لا أساس لهما في الإسلام وقالت أيضًا: "إن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية محظور (حرام)، بغض النظر عما إذا كان يتم إجراؤه في مستشفى أو عيادة صحية عامة أو خاصة، وهذا هو الرأي الرسمي الذي تؤكده دار الإفتاء المصرية دون استثناء". اما فيما يتعلق بزواج الأطفال، استشهدت السيدة هبة بالدكتور شوقي علام، المفتي الأكبر في جمهورية مصر العربية الذي قال في برنامجه التلفزيوني "مع المفتي" والذي تم بثه على قناة الناس الفضائية في آذار/ مارس 2018، أن زواج الأطفال يتعارض مع أحكام الشريعة ويؤدي إلى كارثة اجتماعية وأشارت أن "زواج الأطفال هو السبب الرئيسي للعديد من الأمراض الاجتماعية ويجب القضاء عليه وتجريمه". وأشارت أيضًا أن "زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث هي تقاليد اجتماعية وثقافية دون أي مبرر في الإسلام". "أصدرت دار الإفتاء عددًا من البيانات الرسمية وغير الرسمية في هذا الصدد، ومؤخرًا، أنتجنا مقاطع فيديو متحركة لشرح مدى عدم صحة هذه الممارسات عن الإسلام".

 

تعتبر دار الإفتاء مؤسسة تعليمية مصرية تعمل كمركز للبحوث القانونية الإسلامية منذ إنشائها في عام 1895 وتعمل على إبقاء المسلمين على اتصال بالمبادئ الدينية، وتعالج الشكوك المتعلقة بالحياة الدينية والعالمية، وتكشف عن القانون الديني للقضايا الجديدة للحياة المعاصرة ويمتد دور دار الإفتاء خارج مصر، ويتلقى الاستفسارات من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وكذلك الطلاب الأجانب الذين يرغبون في تلقي تدريبات في الشريعة الإسلامية.

 

لمواكبة المجتمع المعاصر، استثمرت دار الإفتاء في وسائل الاتصال الجديدة، بما في ذلك إنشاء خط ساخن يمكن الوصول إليه يوميًا لجميع الناس في جميع أنحاء العالم، وقناة يوتيوب وصفحات فيسبوك (باللغتين العربية والإنجليزية) تضم مختصرة أشرطة فيديو حول مجموعة واسعة من القضايا بما في ذلك قضايا المرأة وقضايا متعلقة بالنوع الاجتماعي. بالإضافة إلى كونها نشطة بشكل خاص على جميع وسائل الإعلام بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، كرست دار الإفتتاح أيضًا جزءًا مهمًا من مؤتمرها الدولي الأخير الذي عقد في القاهرة في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، بمشاركة 73 مندوبًا من مختلف البلدان لمعالجة العديد من القضايا ذات الصلة بوضع المرأة والمساواة بين الجنسين مثل قضايا حقوق الإنسان، وقضايا الأسرة بما في ذلك الأمهات العازبات والأسر الحاضنة والنسب والتبني والزواج غير المسجل وعقود الزواج والطلاق وحق المرأة في التعليم والسفر والمناصب الرسمية وغيرها. 

https://www.youtube.com/user/DarAlIftaaEnglish?sub_confirmation=1https://www.facebook.com/EgyptDarAlIftahttps://www.facebook.com/Egypt.DarAlIfta.Eng

 

واختتمت هبة صلاح بقولها "الإسلام يرفض زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية رفضًا قاطعًا ونحتاج إلى غرس القيم التي تحترم كرامة الإنسان وهذا هو المسار الذي تتبعه دار الإفتاء ".

لمعرفة المزيد حول هذا الموضوع، انقر هنا للاستماع إلى بودكاست “المرأة الخفية” الذي يدعمه المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية. http://www.ibtidi.com/khafeya4fgm